حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587369 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
11/6/2009

المصدر: الثبات - عدد 68
عدد القرّاءالاجمالي : 2698


بعد إقفال صناديق الاقتراع وإعلان فوز 14 آذار، وهزيمة المعارضة الوطنيةاللبنانية، نتيجة أسباب ومؤثرات داخلية وخارجية ،لا بد للمعارضة الوطنية، إذا أرادت الإبقاء على ذاتها السياسية كمشروع وطني إصلاحي ومقاوم غير طائفي أو مذهبي، أن تقوم بقراءة تحليلية ونقدية لأسباب خسارتها في الانتخابات، حتى تستطيع إصلاح أخطائها الذاتية ومقاومة المؤثرات الخارجية .

وإذا أصرت المعارضة على تحميل خصومها في لبنان وأعدائها في الخارج المسؤولية الكاملة فإنها تكون كالنعامة التي تخبئ رأسها في رمال الغرور والأخطاء مما يجعلها عاجزة عن إعادة البناء الذاتي لنفسها والتقدم باتجاه تحقيق أهدافها الوطنية العامة.

ومع التأكيد على ضخامة وفعالية ما قامت به الإدارة الأميركية من تدخل مباشر وصريح عبر زيارة نائب الرئيس الأميركي ( بايدن ) والسفيرة المتجولة ( سيسون ) والخارجية الأميركية عبر السفير( فيلتمان ) وعبر التدخل الإسرائيلي من خلال التحذير وتهديد الناخبين اللبنانيين بالقصاص ودفع الأثمان الباهظة إذا هم انتخبوا ( حزب الله ) ،إضافة إلى التدخل الإقليمي المباشر والعلني وغير العلني أيضا" المدعوم ماليا" وإعلاميا" ،فإنه لا بد من نقد ذاتي للمعارضة الوطنية وأخطائها وثغراتها التي أدت إلى خسارة الانتخابات النيابية، بشكل يناقض كل التوقعات واستطلاعات الرأي وتصريحات قيادات المعارضة ومن هذه الأسباب:

• - على الصعيد التنظيمي: فإن المعارضة تفتقر إلى وجود قيادة جماعية موحدة ،حيث تبدو قيادات المعارضة كمجلس إدارة سياسي لا نظام داخلي له ولا هيكلية ولا رئيس ولا ناطق رسمي.

• - عدم وجود هيكلية تنظيمية توحي بالوحدة أو الانتشار الوطني البعيد عن الطائفية والمذهبية والمناطقية ،وغياب الصورة الجامعة حيث بدت المعارضة كأنها حركة ثورية سرية تحت الأرض ،غير مرئية وغياب هذه الصورة لا يعطي الجمهور الثقة الإيجابية بهيبة وقوة المعارضة.

• ظهور المعارضة بصورة تكتلات متجاورة يستقلون باصا سياسيا ،لا تجمعهم محطة انطلاق واحدة ولا محطة وصول واحدة.



• - تمادي القوى الرئيسية للمعارضة ،بإهمال حلفائهم الأقل قوة، والتعامل معهم إما بفوقية أو كأدوات يتم التنازل عنها أو تجاوزها أو حتى إهماله،ا في المفاصل الرئيسية التي تكون فيها مصلحة أقوياء المعارضة قد تأمنت، وهذا ما جرى في اتفاق الدوحة حيث تم توقيع هذا الاتفاق وبنوده التفصيلية، كقانون الانتخابات والحكومة دون التشاور مع الحلفاء أو أخذ رأيهم، خاصة قوى المعارضة السنية، وكذلك في أحداث 7 أيار والتفاهمات التي أعقبت هذه الأحداث.

• - التعامل مع جمهور المعارضة كآلات تنفيذية، تنفذ ما يقال لها ، وإعطائها حق الاستماع دون احترام لمشاعرها أو مصالحها أو حتى الاستماع لاعتراضاتها الواقعية ونقدها الإيجابي، حيث يتم تنصيب المرشحين النواب ،الممثلين لهم دون محاسبة الفاشلين أو المقصرين،وتغليب مصلحة المرشحين الشخصية على مصلحة المشروع الوطني، حيث ،أصبح قرار قيادة التنظيم أمرا" منزلا" لا يحتمل التعديل أو التبديل.

• ـ- الضعف الفاضح على مستوى الوجود المعارض داخل الطائفة السنية حتى الآن ،وعدم رعاية المعارضة الموجودة بشكل أكثر فعالية، والتمادي في إهمال مناطق يمكن اختراقها نتيجة حالة الفقر التي تعيش فيها وجذورها الوطنية والقومية ،مثل عكار، حيث أهملتها المعارضة مع كل الشمال، وهي التي يشكل نوابها حوالي25 بالماية، من عديد المجلس النيابي وثلثي كتلة المستقبل .

• -الخطاب السياسي الإستباقي والمطمئن للفوز، دون أدلة واقعية وحسية، مما أثر على الخطاب المعارض الذي غلف بشئ من الغرور والفوقية والعجب بالنفس، جعله يوزع الهدايا السياسية والوعود ببناء الدولة وتسليح الجيش، وكأنه أمسك بزمام السلطة، مما دفع خصومه السياسيين إلى الإستنفار العام و الأقصى واستعمال الأسلحة المشروعة وغير المشروعة للتصدي والصمود ،للإبقاء على أكثريتهم، خوفا" من الثأر والمحاسبة وهذا يعبر إما عن غرور مفرط وإما عن سذاجة سياسية وقلة خبرة في إدارة العمل الإنتخابي، وعدم وجود توجيه مركزي لكيفية إستخدام التعابير أو الألفاظ وحتى نثر الوعود.

• - الإعلان عن بعض أهداف المعارضة بشكل مكشوف يخيف الأخر ويعطيه مادة لتضليل الرأي العام وتخويفه، كما حصل مع البطريرك صفير ، في تصريحه عشية الإنتخابات، لحفظ الكيان والهوية، ومن هذه التصريحات تسليح الجيش اللبناني من إيران وإعادة فتح الحدود مع سوريا محاسبة الفاسدين وغيرها من الشعارات.

• - الخطأ بأسلوب وتوقيت الخطاب السياسي للتيار الوطني الحر، مع صحة وصوابية هذا الخطاب، ، حيث أن محاولة النقل السريع للرأي العام المسيحي من قناعاته السياسية وتربيته الثقافية المرتبطة بالغرب ،والبعيدة عن مفردات التقارب العربي أو الانخراط في محور المقاومة أو حتى استعمال المصطلحات الصريحة في دعم المقاومة أو التصدي للمشروع الأميركي في المنطقة، وعدم إعتماد إسلوب الانتقال التدريجي والخطاب المرحلي والانتقال الهادئ للقاعدة المسيحية، التي كان تاريخها الطويل متناقضا مع هذا الخطاب الوطني الجريء، وبالتالي فإن اعتماد أسلوب حرق المراحل لم يؤد إلى النتائج المنتظرة.

• - ابتعاد خطاب التيار الوطني عن الخطاب الديني ومرجعياته الروحية، وتجاوز طبيعة الناس الشرقيين المتعلقين فطريا" بمراجعهم الدينية ورجال دينهم، حيث أن التباعد والصدام بين التيار الوطني والكنيسة قد أفقداه تأييد شريحة كبيرة من المسيحيين من المتدينين غير المتحزبين المرتبطين براعي أبرشيتهم والمستمعين له، والذين ينفذون إرشاداته وتعليماته ،دون أن يقوموا باستمالة رجال الدين المسيحيين للتأثير على قرار بكركي داخليا" ضمن الأطر الكنسية بعيدا" عن الصدام السياسي الواضح والعلني.

• - ضعف الإعلام المعارض عن الترويج لمشروعه وبقائه في حالة الدفاع ورد الاتهامات وعدم مبادرته إلى الهجوم العقلاني والمنطقي المهذب دون شتائم أو تلفيقات للوصول إلى عقول الجمهور الأخر، مما أفقد المعارضة المبادرة وبقائها في حالة الدفاع.

• - إهمال المعارضة للمثقفين وكذلك للمرأة والشباب، حيث أنها نتيجة سلوكياتها السياسية بإعطاء الأوامر والتعليمات لجمهورها وعدم الاعتراف بضرورة إشراك أصحاب الرأي والكفاءة والخبرة بقراراتها، جعل هذه الشرائح تلتزم مبادئها الوطنية ولاتنحاز إلى الموقع الأخر، بل انكفأت إلى الحياد وعدم المبادرة والإنخراط الميداني في العمل الوطني ،حيث استبعدت المعارضة كل وطني غير ( منظم ) واكتفت بالتعامل مع الحزبيين أو التابعين والأنصار، وكذلك الانتهازيين أصحاب المصالح الذين يجيدون المديح والتزلف.

• - اكتفاء المعارضة بالخطاب والنشاط السياسي وإهمال القطاعات الأخرى الثقافية والرياضية والترفيهية والاجتماعية، حيث اقتصرت العلاقة مع جمهورها العام على العمل السياسي العنيف أو الهادئ، واستهلكت بشكل متسرع سلاح الرأي العام المتمثل بالمظاهرات والإعتصامات، حيث كانت تدعو إلى الفعل دون طرح أهداف ممكنة التحقيق أو التنفيذ، مما جعل التظاهر والاعتصام سلاحا" مشلولا" دون فائدة.

• - عدم القيام بمبادرات اجتماعية لمساعدة الشرائح الاجتماعية الفقيرة والتي يعتمد عليها في الفعل السياسي أو المقاوم بحجة عدم ( شراء الذمم ) مع إمكانية توفير الاحتياجات الطبية والتربوية والمساعدات الاجتماعية قبل وبعد الانتخابات كواجب ديني وإنساني وأدبي تجاه الجمهور العام مع القدرة على ذلك، بالاستغناء عن السيارات الضخمة أو الشقق الباهظة الثمن أو الاستعراضات في الاحتفالات العامة ،حيث أصبحت بعض قوى المعارضة تميل إلى الاستعراض الفولكلوري والفني، حتى في أناشيدها الحماسية والتعبوية، حيث يصل عديد بعض الفرق الموسيقية إلى الأربعين موسيقيا"، بينما أثبتت التجربة أن بعض الفنانين الذين انخرطوا في العمل الثوري ( كمرسيل خليفة ) أو الشيخ إمام وغيرهم قد أثروا في الجمهور العام بشكل فردي أكثر بمئات المرات من الفرق الموسيقية الباهظة التكاليف والفارغة من المضمون في أكثر الأحيان، والتي تتجه للتزلف والمديح للشخص دون المشروع أو المثل المقاوم المضحي والمتجرد.

إن المعارضة الوطنية مدعوة لإجراء نقد ذاتي وإصلاحي لمسيرتها التنظيمية والسياسية ،لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانت المعارضة تتهم خصومها" بالاستئثار والتفرد ، فإنها مدعوة لتجاوز هذا السلوك في صفوفها حيث يتفرد ويستأثر بعضها بالقرار ، نتيجة امتلاكه القوة والنفوذ.

فإذا لم تسارع قوى المعارضة إلى استيعاب الخسارة ، وأخذ العبرة منها لسد الثغرات ، فإنها تكون قد وأدت وقتلت المشروع الوطني العام ، الذي بدأ يولد، لتجاوز الطائفية السياسية إلى الانقسام السياسي ، وتكون قد أجهضت كل التضحيات التي بذلت ، وقدمت على طبق من فضة ، الساحة اللبنانية لأعدائها الصهاينة لافتعال الفتن والفوضى ، وهدم الوحدة الوطنية مما يضعف المشروع المقاوم.

فهل يستطيع قادة المعارضة الاعتراف بأخطائهم ومحاسبة المقصرين أم سيضعون الحق على الأميركان لإعفاء أنفسهم من المحاسبة...؟!


مقالات ذات علاقة


لازلنا عتّالين لايحزن لموتنا أحد نسيب حطيط #وُلدنا في بلد لم يعترف بنا...#محرومون مبعدون ... كنا...


الإستهزاء بأوجاع الناس نسيب حطيط مايلفت الانتباه والاستغراب #غياب_القيادات_والأحزاب..عن معاناة...


مراجعة نقدية لنعترف بخسائرنا نسيب حطيط ليس عيبا او نقيصة ان #تنهزم في حرب او معركة رغما عنك...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by